Monday, February 11, 2008

مبروك لمصر..عندما يفهم اللاعب رسالته ليوحد بين الشعوب


سعدت كما الملايين من المصريين وإخوتنا العرب بفوز منتخبنا الوطني بكأس أفريقيا الغالية

سعدت بتكرار الإنجاز... وأظن أن مقدار سعادتي أكبر من البطولة الماضية

ربما لأن هذه البطولة كانت خارج مصر..وربما لصعوبة الحفاظ على البطولة ..وربما لأننا قابلنا منتخبات قوية ولم يكن الطريق ممهدا ..وربما لأن مستوى الفريق كان رائعا وممتعا


رغم شغفي الكبير بالكرة..لكنني كنت دائما على قناعة أن الكرة مجرد ترفيه..وواقعها أنها تفسد أكثر مما تصلح.. فرغم أن من أهداف اللعبة التوحيد بين الشعوب كما نسمع في الديباجات المنمقة..لكن واقعها أنها تفرق بين الشعب الواحد ولا توحد بين الشعوب

وعلينا أن نرجع لما يحدث بين مشجعي الأهلي والزمالك في مصر أو الهلال والنصر في السعودية

أو نشاهد فقط ذلك الإعلان السخيف لقناة راديو وتلفزيون العرب

عن بطولة أبطال الدوري الأروبي (دوري الأبطال)ـ

والذي يتجسد فيه الغباء الإعلامي حينما يكرس للفرقة بين الشعوب بسبب الكرة


لكن ما حدث في هذه البطولة كسر هذه القناعة عندي، فمن الممكن أن تجمع الكرة بين الشعوب حينما يفهم اللاعب وكل فرد رسالته بشكل واضح

فما قام به اللاعب أبو تريكة حبيب الملايين وصاحب الشعبية الأكبر في العالم العربي حاليا

كان فهما لرسالته كلاعب

وزاد شعبيته الشخصية وشعبية المنتخب المصري في العالم العربي والإسلامي


وعندما يتعاطف الفلسطينيون بهذا الشكل (كما في الصورة من غزة) مع المنتخب المصري ويتابعون مباريات الكرة في ظل ظروفهم الصعبة، فإنما كان ذلك بسبب ذلك التصرف البسيط الذي قدمه اللعب ولم يكلفه أكثر من إنذار وقليلا من المال والجهد لطباعة الشعار على قميصه الداخلي لكنه كان يدل على مشاعر عظيمة ورسالة عظيمة في قلب هذا اللاعب وحد بها الشعوب العربية خلف منتخب بلده


وأسأل الله أن يؤجره على ما فعل بالخير والثواب


أيضا سلوك اللاعبين المصريين بشكل عام من الحفاظ على الأخلاق داخل الملعب والسجود الجماعي داخل الملعب بعد كل هدف ... وأيضا اتفاقهم على جمع المال من رواتبهم لبناء مسجد في كوماسي ..كان ذلك رسالة للجميع أننا لا نتقدم إلا بتوفيق الله سبحانه وتعالى..وعلينا أن نوثق صلتنا به ولا نخجل من كوننا متعلقين بهذه الصلة الربانية


هذه الرسالة وصلت للجميع .. حتى وجدنا لاعبي المنتخب الغاني يسجدون لله شكرا بعد هدفهم الأول في مباراة كوت ديفوار ربما تقليدا لمنتخب مصر العظيم.. وربما لأن الرسالة وصلتهم وفهموها


وأتمنى أن يفهم الجميع الرسالة كما فهمها الغانيون.. لن نتقدم إلا بمعية الله والسير على نهجه